الحرب على غزة: الفاعلون والتداعيات على مستوى الإقليم

جاد صالحة

تركت الحرب على غزة -المندلعة بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر- تداعيات عميقة إقليميا، وعالميا، إذ يوصف غزو إسرائيل واسع النطاق لقطاع غزة بأنه إبادة جماعية للسكان تهدف لتهجير الفلسطينيين خارج القطاع تماما، فقد نتج عن الحرب مصرع 34454 شخصا، وتهجير مليون وتسعمائة ألف شخص، كما توضح حدة الهجوم الإسرائيلي على القطاع مدى تغير الخطط التكتكيكية العسكرية الإسرائيلية، إضافة للتداعيات الجيوسياسية الأوسع، هذا الموجز السياسي مبني على ورشة عمل أقامها مركز أبحاث السياسات الدولية، وقد هدفت الورشة لفحص أدوار الفاعلين الإقليميين الرئيسيين في الصراع، كما حاولت الورشة تقديم طروحات لمسارات السلام المحتملة، والمبنية على ثلاثة مراحل أساسية: وقف نار إنساني، وإقامة دولة فلسطينية، وخطط إعادة الإعمار.

مقدمة

تمثل حرب غزة التي انطلقت عقب هجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر حدثا بالغ التأثير على المستويين العالمي والإقليمي، فقد أدت هجمات السابع من أكتوبر لمقتل 1200، وأخذ 240 رهينة لغزة، فأطلقت إسرائيل هجوما جويا وبريا واسع النطاق على غزة، أدى لمقتل 34454 شخصا 70% منهم من النساء والأطفال، وإصابة 77575 شخصا، كما أدى الهجوم الإسرائيلي الكبير لتدمير 62% من منازل القطاع، وتهجير مليون وتسعمائة ألف شخص داخله، وذلك حتى مطلع أبريل 2024، (الجزيرة 2024) (1)، كما قادت حدة الهجوم الإسرائيلي لاستقطاب الاهتمام الدولي، ودفعت لاستجابات مختلفة عسكريا وسياسيا داخل إسرائيل ذاتها، نتج عن ذلك تكثيف الجهود الدبلوماسية لإيقاف التصعيد أملا في الوصول لتسوية سياسية دائمة، علما أن جهود الوساطة التي قادتها قطر واجهت عددا من التحديات الرئيسية، غير أنها نجحت في إحداث اختراق بالتوصل لوقف إطلاق نار مؤقت واتفاق على إطلاق سراح عدد من الرهائن.

عقد مركز أبحاث السياسات الدولية يوم 28 فبراير 2024، ورشة عمل بعنوان: "الحرب على غزة: الفاعلون والتداعيات على مستوى الإقليم"، وذلك للتعرف على أدوار أصحاب المصالح المختلفة إقليميا الداخلين في الصراع، وأثرهم على الشرق الأوسط بصورة أوسع، حيث مثلت الأفكار والنقاشات حول الموضوع الأسس التي بني عليها هذا الموجز السياسي.

فهم الصراع واللاعبين الرئيسيين

تعتبر المواجهات بين إسرائيل وحماس يوم السابع من أكتوبر 2023 منعطفا حاسما في تكثيف التوتر المستمر حول قطاع غزة، والذي تبع أساسا النصر الانتخابي لحماس عام 2006، حيث ساد الوضع الجيوسياسي للقطاع أمران أساسيان: سلسلة من الصراعات الدورية، والحصار الإسرائيلي التام للقطاع، ومهما يكن، فإن حرب 2023 أسست وضعا جديدا تماما وذلك عبر السعي لتغيير الوضع القائم بصورة جذرية، فوفقا للعديد من الخبراء، فإن الأهداف الإسرائيلية الآن هي إخلاء القطاع، وإنهاء أي إمكانية لحل الدولتين، وهو ما يشير لتغيرات حاسمة في التكتيكات الإسرائيلية المتبعة، الأمر الذي يؤدي لتداعيات كبيرة على مستوى القضية الفلسطينية، حيث سيؤدي قرار إسرائيل تعديل استراتيجيتها لتشعبات متعددة على مستوى التوازن والمعادلات الجيوسياسية الإقليمية، كما تؤدي لتعزيز حالة عدم اليقين تجاه مستقبل الوضع الفلسطيني العام.

من جانب آخر، فإن الطبيعة الحادة للصراع تدل قطعا على الحاجة الماسة لعمل الفاعلين الإقليميين سويا لبناء استراتيجية موحدة هادفة لإنهاء العدائيات الراهنة، وتعبيد الطريق نحو اتفاق سلام شامل، وذلك بالتوافق مع اللاعبين العالميين الأبرز كالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، كما أنه من الحتمي مساهمة الفاعلين الإقليميين الأبرز كقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، إن إجماع هذه الدول (5+5) على إقامة دولة فلسطينية حقيقية والاعتراف بها دوليا، هو الكفيل في الحقيقة لحسم هذا الجزء الجوهري الذي سيقود حتما حينها لبناء سلام مستدام ونهائي في المنطقة.

علاوة على ذلك، ينبغي الإشارة إلى أن تجاوز قطاع غزة لآثار الحرب بمشاركة من الدول الغربية الداعمة تقليديا لإسرائيل سيكون أمرا جوهريا، وذلك لأن مشاركة تلك الدول بنصيب مقدر في جهود إعادة الإعمار بقطاع غزة سيكون حيويا لتقليل فرص عودة الأعمال العدائية، حيث سيساعد على إطلاق عملية السلام ممتدة لفترة أطول، أو على الأقل منع وقوع هجوم إسرائيلي جديد على مشاريع ممولة من دول غربية، علاوة على أن هذا الانخراط سيساهم في معالجة الأوضاع الإنسانية الملحة الناتجة عن الصراع، كما أنه سيبرهن على الالتزام بتحقيق الاتزان بين الأهداف الجيوسياسية والاحتياجات الإنسانية، لذلك يمكن القول أن المشاركة في إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب سيكون له بالغ الأثر على إيجاد أرضية أكثر متانة لسلام مستمر، ونهائي، كما سيظهر الالتزام نحو الاستقرار طويل الأمد وليس المكاسب التكتيكية المحدودة.

مسار السلام: إطار مقترح

بجانب الأفكار المطروحة آنفا حول سيناريوهات اليوم اللاحق للحرب، إلا أن الملاحظ أيضا أن الوسطاء بين حماس وإسرائيل يقدمون مبادرات جديدة مختلفة عما سبقها، ليس فقط لأنها تحاول الوصول لإنهاء الصراع، أو استدامة السلام، بل لكونها تحاول الوصول لجدول زمني والتزام بأفعال محددة متتابعة للوصول لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة قادرة على البقاء، وذلك عبر عملية ثلاثية المراحل، تبدأ بإنهاء الحرب، وتنتهي بتأسيس الدولة الفلسطينية.

  • هدنة إنسانية
  • تأسيس دولة فلسطينية
  • إعادة الإعمار والتنمية

1.هدنة إنسانية:

حيث تتضمن المرحلة الأولى وقف إطلاق النار، وإيصال مكثف، وفوري للمساعدات الإنسانية، يترافق ذلك مع إطلاق المعتقلين، بحيث تؤسس هذه المرحلة لبناء أرضية لجهود التوصل للسلام، وتقييم الاحتياجات الإنسانية، وإحداث الاستقرار المطلوب في الإقليم كشرط ممهد لدخول المرحلة المقبلة.

2.تأسيس دولة فلسطينية:

الانتقال من وقف إطلاق النار إلى تأسيس دولة فلسطينية يتطلب تخطيطا أكثر تفصيلا، ودعما دوليا، ليتحقق للدولة الناشئة الوحدة على مستوى السياسة والنفوذ على الأرض، هذه المرحلة جوهرية للغاية، وذلك لانها تضع الأسس السياسية اللازمة لسلام مستمر، ومعالجة القضايا الأساسية المتعلقة بجوهر الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

3.إعادة الإعمار والتنمية:

تركز المرحلة النهائية على إعادة التعافي المستدام بما يتجاوز الإغاثة الإنسانية، حيث ستركز على إعادة إعمار غزة، وإنجاز عملية سلام طويلة الأمد، مع استثمارات، ومراقبة التزام الأطراف بالاتفاقات، ولن تكتفي تلك المرحلة بضمان إصلاح البنية التحتية بل وتحقيق التنمية الاقتصادية، والتماسك الاجتماعي اللازمين لاستقرار ونماء الدولة الفلسطينية.

اللاعبون الإقليميون والدوليون

اللاعبون الإقليميون والدوليون أدت الحرب المستمرة على غزة لآثار بارزة للعيان على مستوى الشؤون الإقليمية والدولية، كما أنها مثلت وسيلة لإبراز الهشاشة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية التي تعانيها إسرائيل، فعلاوة على أنها أظهرت الثغرات الأمنية في إسرائيل، فإن الحرب على غزة تركت أثرا أوسع على المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، فإضافة علاوة لكشفها عن حالة من الضعف الإسرائيلي العسكري، فإنها عرقلت خطط التطبيع الإقليمية، إذ أوقفت الحرب الجهود الهادفة للتطبيع مع السعودية، بل إن هذه الحرب المستمرة لم توقف هذه الجهود للتطبيع فحسب بل إنها أدت لإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، إذ أن كثيرا من الدول قد أعادت تقييم تحالفات بناء على الاستجابات المختلفة للإبادة الجارية في غزة.

أما الفاعلون غير الرسميين كحركات المقاومة والإسلاميين في لبنان، والعراق، واليمن، فقد طرحوا تحديات جادة على إسرائيل، مستعرضين قدراتهم الدفاعية، ومحدثين تحولات على مستوى الحسابات الجيوسياسية الإقليمية، هذه المجموعات المدفوعة بغايات إيديولوجية أكثر من الحسابات السياسية أو الاقتصادية، قد شنت هجمات دقيقة، أربكت هياكل القوى القائمة حاليا، وجعلت مراجعة التحالفات أمرا ملزما، إذ تغيرت التحالفات القائمة في ظل التهديدات الملمومسة، فهجمات الحوثيين في البحر الأحمر التي جاءت تضامنا مع الفلسطينيين في مواجهة الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضدهم، أدت بدورها لإرباك سلاسل التوريد العالمية، وقد أحدثت ضغطا كبيرا على إسرائيل اقتصاديا، الأمر الذي أجبر الولايات المتحدة على إعادة تقييم استراتيجيتها في الشرق الأوسط، فكثفت حضورها العسكري، وذلك بهدف تعزيز استقرار مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وإعادة تأسيس دورها في الإقليم.

من جانب آخر، فإن الأزمة الإسرائيلية الداخلية قد تسربت للمجال الدولي، حيث يمثل اغتيال قادة سياسيين أجانب على أرض أجنبية نموذجا واضحا على تحول تلك الأزمة لأزمة ذات طابع خارجي، فقد ركزت إسرائيل اهتماماتها الأمنية القومية دائما على المهددات العسكرية الخارجية المألوفة المتوقعة من دول الجوار كسوريا، ومصر، والعراق، وبرغم أن تلك الدول مثلت يوما ما مهددا لأمن إسرائيل القومي، إلا أن الوضع الراهن عسكريا، وجيوسياسيا لم يعد بتلك الأهمية السابقة، ومع هذا التحول، أصبحت البيئة أكثر ديناميكية أمنيا، حيث تكتسب الاهتمامات السياسية، والمهددات غير التقليدية اهتماما متزايدا تتحدد عبره السياسة الإسرائيلية الخارجية، وقرار الحرب والسلام فيها.

سيناريوهات نهاية الحرب

هناك سيناريوهان محتملان لإنهاء الصراع في غزة، لكنهما يتنوعان من حيث مخرجاتهما بصورة واضحة، الأول: انتهاء الحرب في غزة مع احتفاظ حماس ببقايا حضور في القطاع، ودون مشاركة في حكمه، وذلك نتيجة لحدوث فراغ في قيادة الحركة، بحيث يدخل محمد دحلان، ويملأ الفراغ كمرشح بارز، ويرجع ترشح دحلان بالضرورة لصلاته السياسية المتنوعة، ومسؤولياته السياسية السابقة، في المقابل، وبرغم قدرته على حشد الدعم الإقليمي قوي له، لكنه في المقابل يواجه صعوبات حقيقية في حشد الدعم سواء في قطاع غزة، أو الضفة الغربية حتى، وذلك لتراجع نفوذه، وفرصه في نيل دور القيادة الوطنية، وبدلا عن ذلك تبدو السلطة الفلسطينية خيارا مناسبا تاريخيا لكونها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، ولكن أي دور للسلطة الفلسطينية في حكم غزة إذ تم بمساعدة إسرائيلية سيقوض مصداقية السلطة أمام الشعب الفلسطيني، وذلك لأن الشعب من المحتمل أن يعتبر أي تحول في السلطة، والنفوذ في غزة خدمة لأهداف إسرائيل، ولهذا فإن مرحلة ما بعد الحرب ستكون غير مستقرة، وصراعية، فثمة العديد من المجموعات المتصارعة التي تتوق للتحكم في القطاع في غياب سلطة موحدة، وقادرة، ومدعومة بقوة.

السيناريو الثاني ربما يكون أكثر مأساوية، وهو استمرار إسرائيل في القتال حتى هزيمة حماس كليا، وتأسيسها حكما مواليا لها في غزة، وهذا الحكم سيتصرف بما يخدم مصالح إسرائيل، بما قد يتضمنه هذا من إجراءات أمنية صارمة، ومصادرة للأراضي، والتدمير الممنهج للمنازل، حيث سيتم تنفيذ هذه السياسات تحت ستار الأمن، أو إعادة التطوير، وسيقود لدفع الفلسطينيين لإخلاء القطاع قسرا، وجعل وضع اللاجئين المزري أكثر سوءا، لتبدأ بذلك موجة هجرة ثالثة أو نكبة جديدة، وهو ما سيؤدي ليس فقط لتفاقم الوضع الإنساني، بل لإضافة عبء جديد على مؤسسات الإغاثة الدولية، وزيادة التوتر في المنطقة.

سيناريوهات إعادة الإعمار

يتوقع أن تحدث ثلاثة سيناريوهات متمايزة فيما يتعلق بإعادة الإعمار، ولكل سيناريو منها تداعياته، واحتمالاته الخاصة به، الأول تفاؤلي، وغير متوقع الحدوث، وهو أن تحدث مجريات سياسية تقود لانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، بحيث تتم مساعي إعادة إعمار بشكل مستقل، والسيناريو الثاني أكثر احتمالية من سابقه، ويتضمن تحكما جزئيا إسرائيليا في إعادة الإعمار، خاصة فيما يتعلق بالحدود والمنافذ، فيما تتولى مصر بدورها مراقبة حدودها، بينما من المرجح أن يكون الممر البحري الذي يبدأ من شاطيء غزة، ويمتد في البحر المتوسط تحت رقابة إسرائيلية جزئيا، إضافة لرقابة من دول أخرى كتركيا، أما السيناريو الثالث، وهو الأسوأ، ويتضمن ممارسة إسرائيل سلطة كاملة على إعادة الإعمار، حيث يتوقع أن تعيق إسرائيل التعافي من آثار الحرب، وقد تعلق مبادرات إعادة الإعمار بشكل متعمد بقصد إخلاء القطاع. وهذا النوع من العرقلة سيعقد الجوانب الإنسانية، والمأزق السياسي في آن معا. وكل درجة من التحكم والنفوذ يتضمنها أحد السيناريوهات سيعقد مسار غزة نحو التعافي، والاستقرار المستدام.

الحكم في اليوم التالي

في سياق ما بعد الحرب في غزة ثمة سيناريوات متعددة بادية للعيان، وتتأرجح في نتائجها من الأفضل للأكثر سلبية، والتي تعكس الديناميكيات السياسية المعقدة، والعوامل الخارجية المؤثرة على المنطقة، أحد السيناريوهات الممكنة، يتضمن التوصل لاتفاق سلام تحل بموجبه حماس -التي تعتبرها القوى الغربية إرهابية- وأن تنضم لحكومة تكنوقراط، وفي هذه الحالة تتحول حماس تحولا جذريا من حركة مقاومة مسلحة لحركة سياسية، وذلك بهدف الوصول لاعتراف ودعم دولي محتمل، وهذا السيناريو يعتبر الحل الأكثر مثالية، حيث يتضمن السلام طويل الأمد، والازدهار للقطاع.

وفي الجانب الآخر من المدى المحتمل، تتزايد الاحتمالات الأكثر تعقيدا، فالسيناريو الثاني يفترض وضعا تتمكن فيه إسرائيل من تدمير حماس تماما، بحيث تقود الولايات المتحدة جهودا لإطلاق حل الدولتين، وهذا يتضمن تأسيس حكومة موحدة تدير الضفة الغربية والقطاع معا، بما يعنيه أيضا هذا الأمر من احتمال تهيئة الأرضية لأفق سياسي جديد يهدف إلى سلام مستمر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بينما يتضمن السيناريو الثالث إطالة أمد الحرب حتى تحرز إسرائيل نصرا محققا وواضحا، وفي هذه الحالة بالذات، قد يجري تفويض طرف إقليمي قوي ذي علاقة متميزة مع إسرائيل -وقد تكون الإمارات- بممارسة الإدارة في غزة، لتكون بديلا لحماس وتقوم بمراقبة تفاصيل الحكم اليومية في غزة، وهذا سيمثل تحولا إقليميا كبيرا على مستوى التحالفات وديناميكيات القوى، ومن المحتمل أن يقدم ذلك استراتيجيات جديدة للحكم تحت القيادة الجديدة، كما سيقلب توازن القوى السياسية الفلسطينية تماما، وسيقود لتحولات كبرى على مستوى السياسة الداخلية والخارجية لقطاع غزة.

ختاما، يمثل السيناريو الرابع السيناريو الأسوأ، ويظهر عبر اتجاهات اليمين الإسرائيلي المتطرف بحيث تستدام السياسات الأكثر قسوة تجاه غزة، وسيؤدي هذا لاستمرار الإبادة الجارية في القطاع، وسيفضي هذا الخيار إلى التهجير الممنهج للفلسطينيين، وهذا النمط من الإجراءات القاسية، سيؤدي بدوره لأزمة إنسانية عامة وجماعية، كما أنها ستربك المشهد الديمغرافي والجيوسياسي في الإقليم، كما سيؤدي لانتقادات حادة من المجتمع الدولي، وربما حتى إجراءات عقابية، إضافة إلى أن الآثار طويلة الأمد لهذا السيناريو ستشمل تحولا عميق الأثر في عملية السلام في الشرق الأوسط، مضيفة تحديات كبيرة للغاية في مواجهة إقامة دولة فلسطينية مستقبلية، أو تسوية، أو حتى استقرارا في منطقة الشرق الأوسط ككل.

الهوامش:

1-[1] Al Jazeera. (2024, April 7). Israel's war on Gaza: Six relentless months of death and destruction. Retrieved from https://urlis.net/kxrm746f.

نبذة حول الكاتب:

جاد صالحة مساعد باحث في مركز أبحاث السياسات الدولية (CIRP)، وطالب دكتوراة في جامعة قطر.

حول مركز أبحاث السياسات الدولية

يركز مركز أبحاث السياسات الدولية (CIRP) على الأبحاث والقضايا الاقتصادية، والسياسية، والأمنية ومسائل الطاقة في دول مجلس التعاون، ومن مركزه في الدوحة يختص المركز في تحاليل المخاطر السياسية، استشارات الحكم، والمؤسسات، والصراعات، ودبلوماسية المسار الثاني، استشارات الإنماء، والإغاثة، وإدارة الفعاليات في منطقة الخليج العربي، وما وراءها، ويهدف مركز أبحاث السياسات الدولية ليغدو مركزا أساسيا، ومنصة نقاشات، مع القيام بإعداد الإصدارات، والفعاليات، وإدارة المشاريع، والمنتجات الإعلامية، لتوفير الوعي الشمولي بشؤون المنطقة الجغرافية، وذلك عبر أسلوب ابتكاري، وشامل الطرح، والمداخل، حيث يتيح المركز منصة لتبادل وجهات النظر بين الأكاديميين، ورجال الأعمال، والسياسيين من المنطقة، ورؤوس الأموال الوطنية، ليتفاعلوا لإنتاج أفكار، ورؤى أكثر تميزا للقضايا الأكثر حساسية في المنطقة.

مركز أبحاث السياسات الدولية